للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٩٠) وتشقّقت جبالها، وأهلكها الله تعالى. وقيل: إنّها كانت تطير في الهوى، والملائكة تضربها بأجنحتها. ولها أحوال كثيرة منكرة، أضربت عنها، والله أعلم.

وقيل: إنّ التي بنت حيط الحجور: دلّوكة، الكاهنة. والله أعلم أيّهما كانت.

وأمّا شموان الأشمونيّ، فيقال: إنّه هرمس الأوّل، الذي بنا بيت التماثيل التي يعرف بها مقادير النيل عند جبل القمر. وعمل للشمس هناك هيكلا. وتنقل عنه أقوالا تخامر العقل. وكان يختفي عن أعين الناس وهو بينهم، ولا يرونه. وهو الذي بنا الأشمونين. وإنّما سمّيت باسمه: شموان الأشموني، فثقل هذا الاسم، فقيل: الأشمونين. وبنا مدينة أنصنا، واتّخذ فيها الأعلام والملاعب. وعمل في سفح الجبل الشرقيّ مدينة يقال لها:

أوطراطيس. وجعل فيها من العجائب شيئا كثيرا، وجعل لها أربعة أبواب من أربعة جهات. فجعل على الباب الشرقيّ صورة عقاب، وعلى الباب الغربيّ صورة ثور، وعلى القبليّ صورة أسد، وعلى البحريّ صورة كلب.

وأسلك فيهم الروحانيّات، فكانت تنطق إذا قصدها قاصد من تلك الجهات، أو تحرّك عدوّا من تلك الجهات الأربع، فيصيح ذلك التمثال،