للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبارهم ونبذ (١٨٥) من تذكارهم، ممّا انتقيته من تاريخ حمزة الإصفهانيّ، صاحب تاريخ إصفهان، وشيء من تاريخ الكسرويّ وألّفت بينهما كلام مختصر يتلوا بعضه بعضا، ما يليق بهذا المكان، وبالله المستعان.

هؤلاء الملوك المذكورون هم الطبقة الرابعة من ملوك فارس، وهم الساسانيّة. فأوّلهم أردشير بن بابك، حسبما تقدّم. ولمّا ملك، تغلّب أوّلا على إصطخر. وتقوّى بملك إصطخر على جماعة من ملوك فارس، وذلك أنّه نظر أوّلا في أمور الملك، فرأى كثرة عدد من حوله من الملوك وضيق رقعتهم وقلّة خطرهم وثقل مؤنهم وكلفهم على رعاياهم، مع اتّفاقهم على دين واحد. وهؤلاء هم ملوك الطوائف الذين ذكرناهم.

فعلم أردشير أنّه لم يجمعهم دين واحد إلاّ بألفة سابقة. فأنكر الخلاف العارض في ممالكهم، وسأل العلماء بحضرته عن ذلك، فعرّفوه أنّ أسلاف ملوكهم ما زال منتظما على سلطان واحد تجتمع الرعايا على طاعته وتنتهي إلى مواسمه، إلى أن انتهى الملك إلى دارا بن دارا، فوافق من رعيّته نفارا عنه وكراهة لدولته. وصادفه خروج الإسكندر الروميّ، وناصبه الحرب، فغدر بدارا خاصّته، فكان من حديث الإسكندر ما تقدّم.

فعلم أردشير عند سماعه هذا الكلام أنّه لا سبيل إلى بسط العدل في الرعايا وضبطهم بفنون السياسة حتّى يكون ملكهم واحد، فيكون هو المؤلّف بينهم والباعث لأهوائهم على ما فيه صلاح شؤونهم. فأعمل فكرته فيما يعتمد،