للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر أيضا عن وهب بن منبّه قال: كان العرش قبل أن يخلق الله السموات والأرض على الماء فلمّا أراد الله أن يخلق السموات والأرض قبض من صفاء الماء قبضة ثم فتح القبضة فارتفعت دخانا فخلق منه السماوات، وقال الطبرى أيضا رحمه الله: وأولى القولين عندى بالصواب قول من قال إنّ الله خلق الماء قبل العرش لصحّة الحديث الذى رواه ابن رزين العقيلى. (١) وذكر الطبرى (٦٠) أيضا بالإسناد إلى وهب بن منبّه وذكر من عظمة الله فقال أنّ السموات والأرض والبحار لفى الهيكل وأنّ الهيكل لفى الكرسى وأنّ قدميه عزّ وجلّ لعلى الكرسى وهو يحمل الكرسى وقد عاد الكرسى كالنعل فى قدميه.

قال ابن الجوزى رحمه الله: ما كان أغنى الطبرى عن رواية مثل هذا جعل لله نعلا! تعالى عن ذلك علوّا كبيرا.

وقال أيضا ابن الجوزى رحمه الله فى تأريخه مرآة الزمان: والعجب من الخطيب فإنّه روى عن ابن عبّاس عن النبىّ صلى الله عليه وسلم: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ»}، قال: هو موضع قدميه، وهذا تخليط كبير من الرواة، والحديث موقوف على ابن عبّاس وكان مراده يفسّر معنى الكرسىّ الذى تجلس عليه الملوك ليخرجه من معنى العلم الذى نسب إليه، قلت: هذا قول الشيخ جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزى ومعارضاته رحمه الله ولعلّه لعمرى أخذ واعترض مكان الاعتراض.


(١) ابن: أبى