للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستخلف ابنه. . . بن بلوطس، فملكهم خمس عشرة سنة، ثمّ هلك.

واستخلف أخاه مناكيل بن بلوطس بن مناكيل، فملكهم مائة وعشرون سنة، ثمّ هلك. واستخلف ابنه. . . بن مناكيل، فملكهم مائة سنة وعشرة سنين، وهو الأعرج الذي سبا ملك بيت المقدّس، وقوم <به> إلى مصر.

وقيل: بل اسمه نوله. وكان قد تمكّن في البلاد وبلغ مبلغا لم يبلغه أحدا ممّن كان قبله بعد فرعون. وطغا وتمرّد، فقتله الله تعالى: صرعته دابّته، فدقّت عنقه، فهلك.

قيل: إنّ المخلوع الذي خلعته أهل مصر هو هذا نوله. وسبب ذلك أنّه دعا الوزراء والأكابر من أهل الدولة (٢١٧) ومن كان يجري عليه الملوك قبله الأرزاق والجوائز-وكأنّه استكثر ذلك-فقال: إنّي أريد <أن> أسألكم عن أشياء، إن أخبرتوني عنها زدت في أرزاقكم وكنتم لذلك مستحقّين، وإن لم تخبروني بها ضربت رقابكم، فإن لا فائدة، فبكم.

فقالوا: ليسأل الملك عمّا شاء. فقال: أخبروني، ما يعمل الإله العظيم صاحب هذه البنية العظيمة في كلّ يوم؟ وكم عدد نجوم السماء؟ وكم مقدار دوران الشمس في كلّ يوم على التّحقيق؟ وماذا يستحقّ دوران الفلك على ابن آدم؟ فاستأجلوه، فأجّلهم شهرا. فكانوا يخرجون كلّ يوم إلى خارج المدينة، فيقفون على الطرقات ويسألون سائر من يلقونه، ثمّ يعودوا ولا بلغوا غرسا.