للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النّعمان ابن المنذر، وهو أخو قابوس بن المنذر، اثنتي وعشرين سنة. ثمّ ملك إياس ابن قبيصة سبع سنين. ثمّ تولّى الحيرة من قبل الفرس زاديه الفارسيّ سبع عشرة سنة. ثمّ كان المنذر بن النّعمان ثمانية أشهر.

هؤلاء عدّة ملوك الحيرة من اللّخميّين، من بني النّصر، ملوك عرب العراق ومن اندرج معهم.

وذكر أنّه لمّا حدث سيل العرم عبرت عرب اليمن من مدينة مأرب إلى الشام والعراق. وكانت تنوخ، وهم في حيّ من الأزد، ممّن تمزّق إلى العراق. فاتّفق ورود مالك بن فهم من بني النّصر بن الأزد في جمهور الأزد.

وورود ملك بن فهم أيضا في جمهور من قضاعة، لمّا خلت قضاعة من تهامة إلى البحرين. فقال ملك بن فهم (٢٢٨) الأزديّ لمالك بن فهم القضاعيّ:

نقيم بالبحرين ونتحالف على من سوانا. فتحالفوا، فسمّوا تنوخا، وذلك في أيّام ملوك الطوائف.

وأمّا جذيمة بن مالك الأبرش فكان ثاقب الرأي، بعيد المغار، شديد النّكاية، ذا حزم ونجدة، غزا بالجيوش، وشنّ الغارات على قبائل العرب.

وكان به برص، فأكبرت العرب أن تفوه به، فسمّته الأبرش تارة، وتارة الوضّاح لذلك. واستولى من السّواد على ما بين أرض الحيرة إلى الفرات، وغزا في آخر عمره الشام، فقتل عمرو بن الضّرب بن أذينة العمليقيّ، والد