للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(من الوافر):

سقينا بالهباة سراة بدر ... كؤوس الموت من بيض وسمر

أدرناها عليهم مرهفات ... فمالوا بالغلاة بغير سكر

وكانوا أعظم المقلين جمعا ... وأقوى عزمة في كلّ أمر

ومنها يقول:

وفينا بالعهود لهم فخانوا ... وجازونا بإسراف وغدر

وغرّهم الزّمان فخادعونا ... وصرف الدّهر يخدع كلّ حرّي

ونحن الخاسرون بما فعلنا ... فوا أسفي على أولاد بدر

قطعت بقتل سيّدهم نباتي ... ولكنّي شفيت غليل صدري

وتقدّم عمرو بن الأسلع وقتل مالك بن بدر، وتتابعت الفرسان وأصحاب الثارات وقتلوا بقيّتهم حتّى امتزج الجفر بالدّماء. هذا وقيس يبكي حتّى بلّ بردته، ونزل عن جواده ينادي: وا حسرتاه عليكم يا بني الأعمام. ثمّ أنشأ يقول (من الخفيف، مع اضطراب في بعض الأبيات):

إنّ يوم الهباة أورثني الذّ ... لّ وأصبحت ظالما مظلوما

يوم قتلي سراة آل بدر .... . وكانوا للعالمين نجوما

فجعوني بمالك بن زهير ... فحملت الأسى له والهموما