للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضبطها فلم يكن لقدمه موضع قرار، فأهبط الله تعالى من الفردوس ثورا وجعل قرار قدم الملك على سنامه فلم يستقرّ فأحدر الله تعالى ياقوتة حمراء من الفردوس غلظها مسيرة خمس مائة عام فوضعها على سنام الثور فاستقرّت عليها قدما الملك، (٧٢) وقرون ذلك الثور وهى أربعة آلاف قرن خارجة من أقطار الأرض ومنخراه فى البحر فهو يتنفّس كلّ يوم نفسا فإذا تنفّس مدّ البحر وإذا عاد نفسه جزر البحر قال: فلم يكن لقوائم ذلك الثور موضع قرار فخلق الله تعالى صخراء (١) خضراء كغلظ السموات والأرض فاستقرّت قوائم الثور عليها، وهى الصخرة التى قال لقمان لولده {فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ»} (٢) الآية، فلم يكن للصخرة مستقرّ فخلق الله تعالى نونا وهو الحوت العظيم، فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال، والحوت على البحر والبحر على متن الريح والريح على القدرة تقلّ الدنيا كلّها بما عليها، فسبحان من يقدر على هذه القدرة، قال لها الجبّار: كونى فكانت، تعالى الله ربّ العالمين، وقد روى أبو بكر الخطيب بمعناه عن ابن عبّاس رضى الله عنه.

وفى الحديث: وكانت الأرض تمور مورا فبعث الله تعالى جبرائيل عليه السلام فعالجها فلم يقدر أن يمسكها، فقال: يا إلهى قد علمت أنّك لم تقدّر ذلك على يدى ولو بعثت بعوضة وقدّرتها لأمسكنها! قال: فأرسل الله ملكا من تحت ساق العرش فدخل تحت الأرض، وذكر الحديث، وفيه: وقرون ذلك الثور خارجة من أقطار الأرض وقد اشتبكت بأقطار السموات إلى العرش ومنخرى الثور فى ثقبين من تلك الصخرة فهو يتنفّس كلّ يوم نفسين فإذا تنفّس مدّ البحر وإذا ردّ نفسه زجرت (٣) البحار، وفيه: واسم الحوت بلهوت، فانتهى إبليس إلى


(١) صخراء: صخرة
(٢) القرآن الكريم ٣١/ ١٦
(٣) زجرت: جزرت، تحريف