للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالشجاع الخبير: الذي لا يطعن في موضع (١) التبطيل، ولا يبطل في موضع الطعن، بل يعطي كل حالٍ ما يليق به، ويعرف حكم ملازقة القِرْن ومفارقته، ومخارجته (٢) ومضايقته، وهزله وجدّه، وأخذه ورده، وطلوعه ونزوله، وكرّه وفرّه، ويعطي كل حال من هذه الأحوال كُفْأها وما يليق بها، ويكون عارفًا بالدخول، ومواضع الطعن والضرب، والإقدام والإحجام، واستعمال الطعن الكاذب في موضعه والصادق في موضعه، والاستدارة عند المجاولة يمينًا وشمالًا، وإعمال الفكر (٣) حال دخول القِرْن على قِرْنه: في الخروج منه والدخول عليه، فلا يشغله أحدهما عن الآخر.

ولما كان الجِلاد بالسيف والسنان (٤) والجدال بالحجة والبرهان كالأخوين الشقيقين والقرينين المتصاحبين = كانت أحكام كل واحد (٥) منهما شبيهة بأحكام الآخر، ومستفادة منه.

فالإصابة في الرَّمي والنِّضَال، كالإصابة في الحُجَّة والمَقَال، والطعن والتبطيل نظير إقامة الحجة وإبطال حجة الخصم، والدخول والخروج نظير الإيراد والاحتراز منه، وجواب الخصم والقِرْن (٦) عند


(١) في (مط) (موطن).
(٢) وقع في (ظ) (حكم ملازمه وملازقته، ومفارقته، ومخارجته).
(٣) في (ح، مط) (وإعمال الكف).
(٤) ليس في (ح).
(٥) من (ظ).
(٦) في (مط) (الخصم، الخروج نظير الإيراد والاحتراز، وجواب القرن)، وسقط من (ح) (الخصم و).

<<  <  ج: ص:  >  >>