للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما جهاد الطلب الخالص، فلا يرغب فيه إلا أحد رَجُلين: إما عظيم الإيمان يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كلُّه لله، وإما راغبٌ في المغنم والسَّبي.

فجهاد الدفع يقصده كل أحد، ولا يرغب عنه (١) إلا الجَبَان المذموم شرعًا وعقلًا، وجهاد الطَّلَب الخالص لله يقصده سادات المؤمنين، وأما الجهاد الذي يكون فيه طالبًا مطلوبًا، فهذا يقصده خيار الناس؛ لإعلاء كلمة الله تعالى ودينه، ويقصده أوساطهم للدفع ولمحبة الظَّفر (٢).

فصل (٣)

فإذا تبيَّن هذا في الغايات، وهي الجهاد، فمثله في الوسائل، وهي المسابقة والمناضلة؛ فإنَّه من المعلوم أنَّه (٤) إذا كان الرهن من أحد الجانبين، كان غاية مقصود باذله أن يَسْلَم، فيكون حرصه من باب حرص الدافع لا الطالب؛ فإنه لا يحصُل له من (٥) الآخر شيءٌ، ومقصود الآخر من جنس مقصود الطالب، فجهاد الأول (٦) جهاد دفع، وجهاد هذا جهاد طلب.


(١) في (ظ) (فيه) بدلًا من (عنه) وهو خطأ.
(٢) في (ح) (أواسطهم ومحبة الظفر)، وفي (مط) (أوسطهم ومحبة للظفر).
(٣) ليس في (مط).
(٤) ليس في (مط).
(٥) في (ظ) (مع).
(٦) في (ح، مط) (هذا).

<<  <  ج: ص:  >  >>