للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما يكون إليه، قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (١٦٦) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: ١٦٦ - ١٦٧].

فكل من بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجب عرضُ أقواله وأفعاله وأحواله على ما جاء به الرسول، فإن كانت مقبولة لديه قُبِلَتْ، وإلا رُدَّتْ.

فأبى (١) الظالمون المفتونون إلَّا عَرْضَ (٢) ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - (٣) على (٤) أقوال الشيوخ وطريقتهم وأصولهم (٥)، فعمَّ بذلك المصاب، وعظمت المحنة، واشتدت الرزية، واشتدت غربة الدين وأهله، وظن بهم الجاهلون أنَّهم هم أهل البدع، وأصحاب الطرائق (٦) والآراء هم أهل السنة، ويأبى الله إلَّا أن يُقيم دينه، ويُتِمَّ نوره، ويُعلِي كلماته وكلمات رسوله، وينصر حزبه ولو كره المبطلون.

الوجه السادس: أن من نقل عنه أنَّه حضر السماع من القوم، فليس


(١) ك: "فيأبى".
(٢) ك: "الإعراض" تحريف.
(٣) "الرسول - صلى الله عليه وسلم - " ليست في ع.
(٤) ك: "إلا على".
(٥) في الأصل: "وأضلهم". وهي ساقطة من ك.
(٦) ك: "الطريق".