للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حركات التصفيق، والإيقاعات، وخصوصية ذلك اللحن (١)، لما في قلب هذا المحب المشتاق، فحيث وجد المناسبة اضطرب وتحرك، وهاجت من قلبه لواعجُه، فتنضاف قوة المناسبة (٢) واعتدالها وتلك الهيئة الاجتماعية إلى ما عنده من القبول والاستعداد، فتسير الروح، ويطير القلب، وتنبعث الجوارح.

فهذه النكتة التي أوجبتْ للقوم حضورَ السماع، ولم يأخذهم فيه لومة لائم، ولم يصادفوا من حَلَّها ولا مَن (٣) شَفَى بكلامه (٤) فيها، بل صادفوا: هذا بدعة، وهذا حرام، وهذا لا يجوز، ومَن فعل ذلك فهو سفيه، ونحو هذا من القول الذي لم يصلْ به قائله إلى باطن الداء (٥)، ولم يضع فيه الدواء على ما يناسبه من الداء، بل داوى الداء بغير دوائه، فلم يزد المرض إلَّا قوة.

فنقول: وبالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنما تنحلُّ (٦) هذه الشبهة بذكر قواعد أربعة (٧)، إذا تبيّنت انحلَّتْ شبهة السماع (٨).


(١) ك: "المحن".
(٢) "اضطرب ... قوة المناسبة" ساقطة من ك.
(٣) "من" ليست في الأصل.
(٤) ك: "بكلام".
(٥) ع: "الدواء" تحريف.
(٦) ك: "إنما نبين الكلام على".
(٧) كذا في الأصل، وهو جائز في العربية.
(٨) ذكر المؤلف ثلاث قواعد في "مدارج السالكين" (٢/ ١٥٢ - ١٥٧)، واقتصر هنا على واحدة منها. وسبقه إلى بيان ذلك شيخ الإسلام في "مجموعة الرسائل الكبرى" (٢/ ٣٠٨، ٣٠٩).