للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

ومن مفاسده: أنَّه يميل بسامعه إلى اللذات العاجلة، ويدعو إلى استيفائها من جميع الشهوات بحسب الإمكان، ولا يَردعُ (١) سامعَه عن (٢) استيفائها إلا عصمة عجز، أو فقر (٣) جائحة، أو خوف عقوبة عاجلة، أو فقر، أو فضيحة تُذهِب الرئاسة والمروءة، أو خوف عقاب الله في الدار الآخرة، إن (٤) قوي وارد الإيمان على وارد السماع، وإلا قالت النفس لا أبيع حاضرًا بغائب ولا نقدًا بنسيئة.

خذ ما تراه ودَعْ شيئًا سمعتَ به (٥)

وهذا كامن فيها، لو ناطقتَها لنطَقَتْ لك به، ومعظم هذه (٦) اللذات التي يدعو إليها السماع لذة المنكح، وليست تمام لذته إلا في المتجددات، وإن كانت القديمات أجمل منهن، ولا سبيل إلى كثرة المتجددات من الحلّ غالبًا، فيتقاضى السماع [٣٩ أ] والطباعُ اجتلابَها من المحرمات.


(١) ع: "ينزع". ك: "يدع".
(٢) "عن" ليست في ك.
(٣) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "أو نوبة ... ".
(٤) ك: "أو".
(٥) عجزه: في طلعة الشمس ما يُغنيك عن زُحَلِ
والبيت للمتنبي في ديوانه (٣/ ٢٠٥).
(٦) ع، ك: "لذة".