للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى مقصوده وحظه قبل أخذ الإشارة، ثم تُبرطِلُك نفسُك بتلك الإشارة، والطبع يعمل (١) عملَه ويتقاضى (٢) حظَّه وأنت مشغول عنه بالإشارة، والإشارة لا تدوم، فإذا ترحَّلتْ عنك طالبك الطبعُ بحظِّه أتمَّ مطالبة، فأعلى أحوالك أن تقعَ في حومة الحرب والجهاد، فيُدَال على طبعك مرةً ويُدالَ عليك أخرى، والغالب أنك (٣) أسيرٌ معه تجعل (٤) حظَّه عبودية وقربة، وهذه نكتة السماع وسِرُّه ولبُّه، فتكون أسوأ حالًا ممن (٥) سمعه لهوًا ولعبًا، وعدَّه معصية وذنبًا.

فليتأمل اللبيب الفطن هذا الموضع حقَّ التأمل، وليدقِّق النظرَ في هذا الدوار الذي اختطف من شاء الله من (٦) العالمين، وما نجا منه إلا فرد مميَّز (٧) عن كثرة الهالكين، والله المستعان وعليه التكلان.

ثم يقال لك ثالثًا:

لو كان سماعك بالله وعن الله كما تقول، لدلَّت على صدقك [٤١ أ]


(١) ع: "يكمل".
(٢) ك: "بعمله وتقاضى".
(٣) "أنك" ليست في ع.
(٤) ع: "بجعل".
(٥) ك: "من".
(٦) في الأصل: "رب". والمثبت من ك، ع.
(٧) الأصل: "تميز". والمثبت من ك، ع.