للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شواهدُ ذلك من سماع كلامه وأسمائه وصفاته ومواعظه (١) وترغيبه وترهيبه، وما يدعو إلى محبته ويباعد عن سخطه، ولم يكن سماعك لشيء لا يُشار (٢) به إلى الخالق، وإنما يُشار به إلى الخمر والمسكر (٣) والمليحة والمليح وطيب وصالهما وعذوبته وتوابع ذلك، فتعالى الله وتنزَّه جنابُه وجلَّت عظمتُه أن يشار إليه بذلك، أو يُستجلَب رضاه وقربه به، كلا والله إن استُجلِبَ بذلك إلا مَقْتُه والبعدُ منه.

وكيف يجوز أن تؤخذ الإشاراتُ إلى الله سبحانه من (٤) التغزل (٥) في النساء والمردان؟ وأين هذا مما يجب له سبحانه من الهيبة والتعظيم والوقار والإجلال لعظمته وخشيته والخوف منه؟ وقد آل بهم هذا إلى أن أطلقوا في حقِّه سبحانه ما يطلقه هؤلاء العشاق في معشوقيهم (٦) من الصدّ (٧) والهجر والوصال وتوابع ذلك، ونشأت من ذلك الشطحات والطامَّات والرعونات التي هي ضد طريق العبودية، وكل هذا من مفاسد السماع، والعاقل يعلم أن مفسدة شرب الخمر دون هذه المفسدة بكثير.


(١) ك: "مواضعه" تحريف.
(٢) ك: "إلا لشيء يشار".
(٣) الأصل: "السكر".
(٤) في الأصل: "في".
(٥) ع: "المتغزل".
(٦) ع، ك: "معشوقهم".
(٧) "الصدو" ساقطة من ك.