للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدنيا والآخرة والسموات والأرض وما بينهما وما فيهما، فالكون كله ناطق بحمده، والخلق والأمر صادر عن حمده وقائم بحمده ووُجِد بحمده، فحمده هو سبب وجود كل موجود، وهو غاية كل موجود، وكلُّ موجود شاهد بحمده، وإرساله رسلَه (١) بحمده، وإنزاله كتبه بحمده، والجنة عمرتْ بأهلها بحمده، والنار عمرتْ بأهلها بحمده (٢)، وما أُطِيعَ إلا بحمده، ولا (٣) عُصي إلا بحمده، ولا تسقط ورقة إلا بحمده، ولا يتحرك في الكون ذرة إلا بحمده.

وهو المحمود لذاته، وإن لم يحمده العباد (٤)، كما أنه (٥) الواحد الأحد ولو لم يُوحِّده العباد، والإله الحق وإن لم يُؤلِّهوه (٦)، وهو سبحانه الذي حَمِد نفسَه على لسان القائل: الحمد لله رب العالمين، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى قال على لسان نبيه: سمع الله لمن حمده" (٧). فهو الحامد لنفسه في الحقيقة على لسان عبده، فإنه الذي أجرى الحمد على لسانه وقلبه، وإجراؤه بحمده، [٥٢ أ] فله الحمد كله،


(١) الأصل: "رسوله".
(٢) "بحمده" ليست في ع.
(٣) الأصل: "وما".
(٤) "العباد" ليست في ع.
(٥) بعدها في الأصل: "هو". وليست في ك، ع.
(٦) بعدها في ك: "العباد".
(٧) أخرجه مسلم (٤٠٤) عن أبي موسى الأشعري.