للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- صلى الله عليه وسلم -، فهو حلية الصلاة، وزينتها، وتعظيم لشعائرها.

ثمّ شرع له التكبير الذي هو (١) في انتقالات الصلاة من ركن إلى ركن، كالتلبية في انتقالات الحاج من مشعر إلى مشعر، فهو شعار الصلاة، كما أنَّ التلبية شعار الحج، ليعلم العبد أنَّ سرّ الصلاة هو تعظيم الرب تعالى وتكبيره بعبادته وحده.

ثمّ شرع له أن (٢) يخضع للمعبود سبحانه بالركوع خضوعًا لعظمته واستكانةً لهيبته وتذللًا لعزته، فثنَى العبد له صلبه، ووضع له قامتَه، ونكَّس له رأسه، وحنى له ظهره، معظمًا له ناطقًا بتسبيحه المقترن (٣) بتعظيمه، فاجتمع له خضوع القلب وخضوع الجوارح وخضوع القول، على أتم الأحوال، وجمع له في هذا الذكر بين الخضوع (٤) والتعظيم لربه والتنزيه له عن خضوع العبيد، وأن الخضوع وصف العبد، والعظمة وصف الرب.

وتمام عبودية الركوع أن يتصاغر العبد ويتضاءل بحيث يمحو تصاغُره (٥) كلَّ تعظيم منه لنفسه، ويُثبِت مكانه تعظيمَه [٥٤ ب] لربه، وكلما استولى على قلبه تعظيمُ الرب ازداد تصاغره هو عند نفسه،


(١) "هو" ليست في ك.
(٢) في الأصل، ك: "بأن".
(٣) ع: "المقرون".
(٤) "وخضوع القول ... الخضوع" ساقطة من ع.
(٥) ع: "أيضًا عزّه" تحريف.