للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم لما قضى صلاته أذن له أن يسأل حاجته، وشرع له أن يتوسل قبلها بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنها من أعظم الوسائل بين يدي الدعاء، كما في السنن عن فضالة بن عبيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، وليصلِّ على رسوله، ثم ليسلْ حاجته" (١).

فجاءت التحيات على ذلك، أولها حمدُ الله والثناء عليه، ثمّ الصلاة على رسوله (٢)، ثم الدعاء آخر الصلاة، وأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - للمصلي بعد الصلاة عليه أن يتخير من الدعاء أعجبَه إليه (٣)، ونظير هذا ما شرع لمن سمع (٤) المؤذن أن يقول كما يقول (٥)، وأن يقول: "رضيتُ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - رسولًا" (٦)، وأن يسألَ الله لرسوله الوسيلةَ والفضيلةَ (٧)، وأن يبعثَه المقامَ المحمود (٨)، [٥٨ ب] ثم يصلّي عليه (٩)، ثم يسألَ حاجته (١٠).


(١) أخرجه أحمد (٦/ ١٨) وأبو داود (١٤٨١) والترمذي (٣٤٧٧) والنسائي (٣/ ٤٤) عن فضالة بن عبيد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(٢) "ثم ليسل ... رسوله" ساقطة من ك.
(٣) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (٨٣٥) ومسلم (٤٠٢) عن ابن مسعود.
(٤) ك: "يسمع".
(٥) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (٦١١) ومسلم (٣٨٣) عن أبي سعيد الخدري.
(٦) كما في الحديث الذي أخرجه مسلم (٣٨٦) عن سعد بن أبي وقاص.
(٧) "والفضيلة" ساقطة من ع.
(٨) كما في الحديث الذي أخرجه البخاري (٦١٤) عن جابر بن عبد الله.
(٩) كما في الحديث الذي أخرجه مسلم (٣٨٤) عن عمرو بن العاص.
(١٠) كما في الحديث الذي أخرجه أحمد (٣/ ١١٩) وأبو داود (٥٢١) والترمذي (٢١٢) والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٨، ٦٩) عن أنس بن مالك، وفي إسناده زيد العمي وهو ضعيف، ولكن رواه أحمد (٣/ ١٥٥، ٢٢٥) من طريق يزيد بن أبي مريم عن أنس، وإسناده صحيح. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه أبو داود (٥٢٤)، وإسناده حسن.