للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام (١)، فلا ترغبوا عنه (٢) يمينًا وشمالًا، وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تُلقِي بين الناس العداوةَ والبغضاء. قال عاصم: فحدثتُ به الحسن، فقال: صدق ونصح، قال: فحدثتُ به (٣) حفصة بنت سيرين فقالت: يا أبا علي! أنتَ حدَّثتَ محمدًا بهذا؟ قلت: لا، قالت: فحدِّثْه إذًا.

وقال أُبيُّ بن كعب (٤) - رضي الله عنه -: عليكم بالسبيل والسنة، فإنَّه ما على الأرض عبدٌ على السبيل والسنة ذكرَ الله ففاضتْ عيناه من خشية الله (٥)، فيعذِّبه، وما على الأرض عبدٌ على السبيل والسنة ذكر الله في نفسه فاقشعرَّ جلدُه من خشية الله إلا كانَ مثلُه كمثلِ شجرة قد يَبِسَ ورقُها، فهي كذلك إذ أصابتْها ريحٌ شديدة فتَحاتَّ عنها وَرقُها، إلا حُطَّ عنه خطاياه، كما تَحاتَّ عن تلك الشجرة ورقُها، وإنَّ اقتصادًا في سبيلٍ وسنة خيرٌ من اجتهادٍ في خلاف سبيل وسنة، فانظروا أن يكون عملكم إن كان اجتهادًا أو اقتصادًا، أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء


(١) "فإنه الإسلام" ليست في الأصل.
(٢) "عنه" ليست في ع.
(٣) "به" ليست في ع.
(٤) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٢/ ٢١ - ٢٢) واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (١/ ٥٤) وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢٥٢ - ٢٥٣).
(٥) لفظ الجلالة ليس في ع.