للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الحكاية نسبها إلى مَن ليس في الشهرة والإمامة والجلالة كمالكٍ لأمكن أن يخفى ويَرُوجَ على الجهال، وأمّا على إمام دار الهجرة فسبحانك هذا بهتان عظيم.

فصل

*قال صاحب الغناء (١): وقد وردت الأخبار واستفاضت الآثار في ذلك، رُوي عن ابن جريج أنه كان يُرخِّص في السماع، فقيل له: إذا أُتي بك يومَ القيامة ويُؤتَى بحسناتك وسيّئاتك، ففي أي الجانبين يكون السماع؟ فقال: لا في الحسنات ولا في السيئات. يعني أنه من المباحات (٢).

*قال صاحب القرآن: ليس ابن جريج [٨٥ أ] وأهل مكة ممن (٣) يعرف عنهم الغناء، بل المشهور عنهم خلاف ذلك. ثم هذه (٤) الحكاية وأمثالها هي إلى أن تكون حجةً عليكم أقربُ من كونها حجةً لكم، فإنه قال: يكون السماع لا في الحسنات ولا في السيئات، فجعله بمنزلة اللعب واللهو الباطل، الذي أحسنُ أحوالِه أن لا يكون للعبد ولا عليه، ومع هذا فلا بدَّ أن يَنقُصَ من حسناته. ولم يجعلْه ابن جريج ولا أحدٌ قبلَ هذه الطائفة دينًا وقربةً وصلاحًا للقلوب، ويُفضِّلْه على سماع القرآن من


(١) انظر "الرسالة القشيرية" (ص ٥٠٥).
(٢) ع: "المباح".
(٣) في النسختين: "ليس عن ابن جريج وأهل مكة مَن ... ". والصواب ما أثبته، كما في "الاستقامة" (١/ ٢٧٥).
(٤) ع: "إن هذه".