للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونَهَجُوا لهم السبيلَ، ونَقَطُوا لهم فخطُّوا، وارتادوا لهم المنازلَ فحطُّوا، وطيَّبوا لهم السيرَ فساروا، وجدُّوا (١) بهم إلى مطارح الجمال فطاروا، ودَبْدَبُوا (٢) لهم فطاب لهم اللعب، وغنَّوا لهم فاستفزَّهم إلى المليح والمليحة الطربُ، ووصفوا لهم سمرَ القدود ووردَ الخدود وتفلُّكَ النهود وسواد العيون وبياض الثغور، ونادَوا: "حيَّ على الوصال" فما وصلُ الحبيب بمحظور، فأجاب (٣) القوم مناديَ الهوى إذ نادى بهم بحيَّ على غير الفلاح، وباعوا أنفسَهم بالغَبْن وبذلوها في مرضاةِ الصور الجميلة بذلَ المحبِّ أخي سماح (٤)، تاللهِ ما حَمِدُوا عقبى سيرِهم لما حَمِدَ القومُ السُّرى عند الصباح (٥).

ولقد رأيتُ من هؤلاء من يحتجُّ بقوله: "إن الله جميل يحب الجمال (٦) " (٧)، وينسى قوله: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (٨)، وينسى قوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ


(١) ع: "وحدوا".
(٢) أي ضربوا الدبادب والطبول.
(٣) بعدها في ع: "منادي".
(٤) ع: "السماع".
(٥) "تالله ... الصباح" ساقطة من ع.
(٦) ع: "الجميل".
(٧) أخرجه مسلم (٩١) عن ابن مسعود.
(٨) أخرجه مسلم (٢٥٦٤) عن أبي هريرة.