للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم مَن يقول: هو ذنب صغير يمحوه الاستغفار، يقول ذلك وهو مُصِرٌّ على فعله، لزعمه أن الاستغفار الذي [٦ ب] يمحوه هو (١) مجرد نطقه بالاستغفار من غير أن يُقْلِعَ بقلبه عنه، فهل هذا الاستغفار يُزِيل هذا الذنب من غير عزمٍ بقلبه على تركه أم لا؟

ومنهم مَن يحتجُّ على ذلك وأنه مباح بحديث الحبشة الذين لعبوا في المسجد بالحِرابِ، وعائشة تنظر إليهم من وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢).

ومنهم (٣) مَن يحتجُّ بحديث بنات النجَّار، وأنهن ضربن بالدف أمام النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤).

فالمسؤول من السادة العلماء تبيينُ ذلك كله وإيضاحه، وتعريف الصراط المستقيم، وفرضُنا السؤالُ وفرضكم الجواب، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٤٣]، وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: ١٨٧]. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم (٥).


(١) "الاستغفار يقول ... يمحوه هو" ساقطة من ع.
(٢) أخرجه البخاري (٩٥٠) ومسلم (٨٩٢) من حديث عائشة.
(٣) "منهم" ليست في ك.
(٤) أخرجه ابن ماجه (١٨٩٩) من حديث أنس بن مالك. قال البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ١٠٦): إسناده صحيح ورجاله ثقات.
(٥) بعده في الأصل، ك: "صفة الجوابات" ثم أجوبة سبعة من العلماء إلى الورقة (١٥ ب)، ثم "جواب ثامن وهو جواب الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر الحنبلي المعروف بابن قيم الجوزية، قال". وبعده نصُّ الجواب الآتي.