للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونعتقده إلا بدليل من كتاب الله.

فالجواب أن اعتقاد هذه الطائفة مخالف لإجماع المسلمين، فإنه ليس في المسلمين من جعله طاعة ودينًا، ولا رأى إعلانه في المساجد، ولا حيث كان من البقاع الكريمة والجوامع الشريفة، فكان مذهب هذه الطائفة مخالفًا لما أجمعت (١) عليه العلماء، ونعوذ بالله من الخذلان.

وقد قال الشافعي [٢٤ أ] في كتاب أدب القضاء (٢): إن الغناء لهوٌ (٣) مكروه يُشبِه الباطل، ومَن استكثر منه فهو سفيه تُردُّ شهادته. قال الشافعي: وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه تُردّ شهادته. وقال: هو دياثة، وأخاف أن يكون ديُّوثًا.

قال أبو الطيب (٤): وإنما جعل صاحبها سفيهًا لأنه دعا الناسَ إلى الباطل، ومن دعا الناس إلى الباطل كان سفيهًا فاسقًا. وقال الشافعي: "خرجتُ من بغداد وخلَّفتُ بها شيئًا أحدثته الزنادقة ويسمونه التغبير، يصدُّون الناسَ به (٥) عن القرآن". هذا والتغبير ضربٌ بقضيب على جلدٍ


(١) ع، ك: "اجتمعت".
(٢) من كتاب "الأم" (٦/ ٢٢٦). والمؤلف ينقل هذه الأقوال من كتاب أبي الطيب الطبري (ص ٢٧ - ٢٨). وفي ع: "أدب القاضي".
(٣) "لهو" ليست في ع.
(٤) رسالته (ص ٢٨).
(٥) ك: "به الناس".