للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين} (١).

قال: فنشج الناس يبكون. قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير، ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة ابن الجراح، فذهب عمر يتكلم، فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاماً قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ثم تكلم أبو بكر، فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء، وأنتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر، لا والله، لا نفعل، منا أمير، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: لا، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب داراً، وأعزهم أحساباً - فبايعوا عمر، أو أبا عبيدة، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله الله.

٧٨٣ - * روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه، حتى طال علي فكلته، ففني.

وفي رواية الترمذي (٢)، قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا شطر من شعير،


(١) آل عمران: ١٤٤.
قتلتم سعد بن عبادة: أي بالازدحام على البيعة وطئتم سعد بن عبادة رضي الله عنه وكان مريضاً أتي به في فراشه حتى كدتم تقتلونه.
قتله الله: يعني عمر رضي الله عنه الدعاء عليه، لأن سعداً يريد بطلبه الخلافة تفريق كلمة المسلمين الذين لا يجتمعون إلا على رجل من قريش فهو مخطئ خطأ عظيماً في رأيه، يستحق معه الدعاء عليه.
قال العيني: ليس المراد من قول عمر: اقتلوه حقيقة القتل بل المراد الإعراض عنه وخذلانه، وهو دعاء عليه لعدم نصرته للحق ومخالفته للجماعة، لأنه تخلف عن البيعة وخرج من المدينة ولم ينصرف إليها إلى أن مات بالشام.
٧٨٣ - البخاري (٦/ ٢٠٩) ٥٧ - كتاب فرض الخمس - ٣ - باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
ومسلم (٤/ ٢٢٨٣) ٥٣ - كتاب الزهد والرقائق - حديث ٢٧.
شطر شعير: قال في الفتح: الشطر البعض ويطلق على النصف ويقال: أرادت نصف وسق، وفسره بعضهم شيئاً من شعير.
(٢) الترمذي (٤/ ٦٤٣) ٣٨ - كتاب صفة القيامة - ٣١ - باب حدثنا هناد. قال: هذا حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>