للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" وهذا أبو أيوب بيننا فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".

أقول: بنى الشيعة على حديث غدير خم مذهبهم كله في أن الخلافة محصورة في علي وذريته، ونحن أكثرنا من روايات غدير خم ليعرف أن أهل السنة لم ينكروا الحديث ولكنهم لم يبنوا عليه ما بنى الشيعة، وأنت ترى من الروايات صحة ما ذهب إليه أهل السنة في فهم الحديث، ولاشك أن قضية الخلافة قضية حساسة جداً، ولاشك أنه إذا تساوى اثنان في كل شيء وكان أحدهما من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كل مسلم يرى بفطرته أن يقدم من كان من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

١٦٩٦ - * روى الطبراني عن صهيب مولى العباس قال: أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه فأتيناه فإذا هو يغدي الناس، فدعوته فأتاه فقال: أفلح الوجه أبا الفضل قال: ووجهك أمير المؤمنين. قال: ما زدت على أن أتاني رسولك وأنا أغدي الناي فغديتهم ثم أتيتك فقال العباس: أذكرك الله في علي فإنه ابن عمك وأخوك في دسنك وصاحبك مع نبيك صلى الله عليه وسلم وصهرك، وأنه قد بلغني أنك تريد أن تقوم بعلي وأصحابه فاعفني من ذلك يا أمير المؤمنين. فقال عثمان: إن أول ما أجيبك أني قد شفعتك في علي إن عليا لو شاء ما كان أحد دونه ولكنه أبى ألا رأيه. ثم بعث إلى علي فقال: أذكرك الله في ابن عمك وابن عمتك وأخيك في دسنك وصاحبك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي بيعتك فقال: والله لو أمرني أن أخرج عن داري لخرجت.

أقول: الظاهر أن شيئاً ما وقع بين عثمان وعلي رضي الله عنهما، وأراد عثمان أن يعاقب علياً، فتشفع العباس لعلي ونصح في الوقت نفسه علياً، فكان جواب الاثنين ما يقتضيه مقامهما.

ومن هنا نأخذ درساً أنه مهما علت الرتبة فقد يقع شيء ما بين أصحاب ذلك، وعلى


١٦٩٦ - قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>