للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمرو بن نُفيل قائماً مُسنداً ظهرهُ إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري. وكان يحيى الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنتهُ: لا تقتلها، أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤنتها.

٤٢ - * روى أبو يعلي عن سعيد بن زيدٍ، قال: سألتُ أنا وعمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو، فقال: "يأتي يوم القيامة أمةً وحده".

أقول:

ذكرت هذه الروايات عن زيد بن عمرو بن نفيل ههنا للإشعار بأنه كانت قبل البعثة تطلعات لدين يروي ظمأ القلوب العطشى إلى الحق، ولكن هذه التطلعات كانت ترتد خائبة، فتجتهد، وكل ما تصل إليه كان محدوداً، وهذا كله من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فالناس بحاجة إلى دين صحيح، والاجتهادات لا تغني فتيلاً في هذا الشأن عن الوحي المعصوم، فأن يظهر رجل يروي الظمأ ويقيم صرح دينٍ كله حق يملأ الساحة البشرية إلى قيام الساعة فذلك وحده دليل على أن الرجل رسول الله وعلى أن دينه دين الله.

ضلال العرب في عقائدهم وفساد تصرفاتهم:

٤٣ - * روى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إذا سَرَّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ


= ينصبونها ويذبحون عليها القرابين. وقول زيد: "إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم" يشعر بأنه توهُم أن هذا الذي دعي إليه قد ذبح على الأنصاب، ولم يكن الأمر كذلك" فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحاشى هذا وأمثاله من أمر الجاهلية، وما ورد من روايات تفيد ذلك فمرجعها إلى اختلاط بعض الرواة. الموءودة: هي الطفلة التي كانوا يدفنونها وهي حية، وذلك أنهم كانوا إذا ولد لهم بنت حفروا لها حفرة ودفنوها فيها وهي حية، يحملهم على ذلك الغيرة - في زعمهم - والبخل، فحرم الله ذلك.
٤٢ - قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٤١٧) - كتاب المناقب - باب ما جاء في زيد بن عمرو بن نفيل: رواه أبو يعلي، وإسناده حسن.
٤٣ - البخاري (٦/ ٥٥١) ٦١ - كتاب المناقب - ١٢ - باب قصة زمزم وجهل العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>