للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الذهبي في ترجمته: الشريف، أبو وهب وأبو طريف الطائي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ولد حاتم طي الذي يضرب بجوده المثل.

وفد عدي على النبي صلى الله عليه وسلم في وسط سنة سبع، فأكرمه واحترمه.

وكان أحد من قطع برية السماوة مع خالد بن الوليد إلى الشام، وقد وجهه خالد بالأخماس إلى الصديق ... نزل الكوفة مدة ثم قرقيسيا من الجزيرة.

عن أبي عبيدة بن حذيفة، قال: كنت أسأل الناس عن حديث عدي بن حاتم وهو إلى جنبي لا أتيه، ثم أتيته فسألته، فقال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم فكرهته، ثم كنت بأرض الروم، فقلت: لو أتيت هذا الرجل، فإن كان صادقًا، تبعته، فلما قدمت المدينة، استشرفني الناس، فقال لي: يا عدي! أسلم تسلم، قلت: إن لي دينًا، قال: أنا أعلم بدينك منك، ألست ترأس قومك؟ قلت: بلى قال: ألست ركوسيًا (١) تأكل المرباع؟ (٢) قلت: بلى. قال: فإن ذلك لا يحل لك في دينك. فتضعضعت لذلك. ثم قال: يا عدي! أسلم تسلم. فأظن ما يمنعك أن تسلم خصاصة تراها بمن حولي، وأنك ترى الناس علينا إلبًا واحدًا. هل أتيت الحيرة؟ قلت: لم آتها، وقد علمت مكانها. قال: توشك الظعينة أن ترتحل من الحيرة بغير جوارٍ حتى تطوف بالبيت، ولتفتحن علينا كنوز كسرى. قلت: كسرى بن هرمز! قال: كسرى بن هرمز، وليفيض المال حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة.

قال عدي: فلقد رأيت اثنتين، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة، يعني فيض المال (٣).

قال أبو عبيدة: كان عدي بن حاتم على طيء يوم صفين مع علي.

وروى سعيد بن عبد الرحمن، عن ابن سيرين، قال: لما قتل عثمان، قال عدي: لا


(١) ركوسيًا: دين بين النصارى والصابئين.
(٢) المرباع وهو ربع الغنيمة الذي يأخذه الرئيس خالصًا دون أصحابه وذلك حينما تغزو قبيلة الأخرى وتغنم.
(٣) رواه أحمد في مسنده (٤/ ٢٧٨) وإسناده قوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>