للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكر، فقال له عمر: هل لك يا معاذ أن تطيعني؟ تدفع هذا المال إلى أبي بكر، فإن أعطاكه فاقبله، فقال: لا أدفعه إليه، وإنما بعثني نبيُّ الله ليجبرني، فانطلق عمر إلى أبي بكر، فقال: خذ منه ودع له، قال: ما كنت لأفعل، وإنما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبره، فلما أصبح معاذ، وانطلق إلى عمر، فقال: ما أراني إلا فاعل الذي قلت، لقد رأيتني البارحة، أظنه قال: أجرُّ إلى النار، وأنت آخذ بحجزتي فانطلق إلى أبي بكر بكل ما جاء به، حتى جاءه بسوطه قال أبو بكر: هو لك لا آخذُ منه شيئاً، وفي لفظ قد وهبتهُ لك، فقال عمر: هذا حينُ حلَّ وطاب، وخرج معاذ عند ذلك إلى الشام (١).

ورواه الذهلي: عن عبد الرزاق عن معمر: فقال: بدل (أُجرُّ إلى النار) كأنِّي في ماء قد خشيت الغرق فخلَّصتني.

الأعمش عن شقيق قدم معاذ من اليمن برقيق، فلقي عمر بمكة، فقال: ما هؤلاء؟ قال: أُهدُوا لي، قال: ادفعهم إلى أبي بكر، فأبى، فبات، فرأى كأنه يجرُّ إلى النار وأن عمر يجذبه، فلما أصبح، قال: يا ابن الخطاب ما أراني إلا مطيعك. إلى أن قال: فدفعهم أبو بكر إليه، ثم أصبح فرآهم يصلُّون، قال: لمن تُصلون؟ قالوا: لله، قال: فأنتم لله (٢).

عن سعيد بن المسيِّب أن عمر بعث معاذاً ساعياً على بني كلاب أبو غيرهم، فقسم فيهم فيئهم حتى لم يدع شيئاً، حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته.

وعن نافع قال: كتب عمر إلى أبي عبيدة ومعاذ: انظروا رجالاً صالحين، فاستعملوهم على القضاء وارزقوهم.

روى أيوب: عن أبي قلابة وغيره أن فلاناً مرَّ به أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال، أوصُوني فجعلوا يوصُونه، وكان معاذ بن جبل في آخر القوم، فقال: أوصيني يرحمك الله، قال:


(١) رواه أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٣١) بطوله، والحاكم في المستدرك (٣/ ٢٧٣) مختصراً.
(٢) أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٣٢) مرسلاً، ووصله الحاكم في المستدرك (٣/ ٢٧٢) من طريق الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله. وصححه ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>