للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا إشكال فيه إذ لا مانع أن يشاركه أحد في الإسلام يوم أسلم، لكن أخرجه الخطيب من الوجه الذي أخرجه ابن منده فأثبت فيه (إلا) كبقية الروايات فتعين الحمل على ما قلته.

٦٩ - * روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: إنه نزلت فيه آياتٌ من القرآن، قال: حلفت أمُّ سعدٍ أن لا تكلمهُ أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمتَ أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا، قال: مكثت ثلاثاً حتى غُشي عليها من الجهد فقام ابن لها يُقال له: عمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعدٍ، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} (١) {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} (٢). قال: وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمةٌ عظيمةٌ، فإذا فيها سيفٌ، فأخذتهُ فأتيتُ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: نفَّلني هذا السيف، فأنا من قد علمت حالهُ، فقال: "رُده من حيث أخذته" فانطلقت حتى إذا أردتُ أن ألقيهُ في القبض، لامتنى نفسي، فرجعت إليه، فقلت: أعطنيه، قال: فشد لي صوته: "رُده من حيث أخذتهُ"، قال: فأنزل الله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} (٣). ومرضتُ، فأرسلتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم،


٦٩ - مسلم (٤/ ١٨٧٧) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة - ٥ - باب في فضل سعد بن أبي وقاص.
نفلني: نفلته كذا، أي: أعطيته نافلة وزيادة على سهمه من الغنيمة.
القبض: بسكون الباء: مصدر قبضت الشيء قبضاً: أخذته إليك فصار في قبضتك، أي: في يدك وتحت تصرفك، وبفتح الباء: الشيء المقبوض وأراد به: ما يجمع من الغنائم ويحرز، وهو المراد في الحديث. الجزُور: البعير، ذكراً كان أو أنثى، وأصله: البعير يُنْحَرُ ويقطع لحمه، إلا أن اللقطة مؤنثة. الميسر: القمار. الأنصاب: الأصنام أو الحجارة التي كانوا يذبحون عليها لآلهتهم. والأزلام: القداح، وإحداها: زلم، وزلم - بفتح الزاي وضمها - وهي سهام بلا نصول ولا ريش، كانوا يضربون بها في القمار ليعرفوا نصيب كل واحد منهم، وكانوا يضربون بها أيضاً عند الشروع في الأمر يعرض لهم، من سفر أو زواج أو بيع أو نحو ذلك، يعرفون بها - في زعمهم - ما هو الأصلح لهم، فإن خرج لهم "افعل" فعلوا، وإن خرج "لا تفعل" لم يفعلوا. رجس: الرجس: النجس. شجروا فاها: أي: فتحوه كرهاً. أو جرت: الدواء في فيه: إنا ألقيت فيه، لفشبه إلقاء الطعام في فيها كرهاً بإلقاء الدواء عن غير اختيار. مفزوراً: أي: مشقوقاً.
(١) سورة العنكبوت: ٨.
(٢) سورة لقمان: ١٥.
(٣) سورة الأنفال: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>