للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للوصول إلى الخلافة الراشدة ووضع القواعد لضمان استمرارها.

٧٨ - * روى مسلم عن عبد الله بن الصامت قال: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غفارٍ وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا، فنزلنا على خال لنا، فأكرمنا خالُنا وأحسن إلينا، فحسدنا قومه، فقالوا: إنك إذا خرجت عن هلك خالف إليهم أُنيس، فجاء خالنا قنثا علينا الذي قيل له، فقلت: أما ما مضى من معروفك، فقد كدرته، ولا جماع لك فيما بعد، فقربنا صُرمتنا، فاحتملنا عليها، وتغطي خالنا ثوبه، فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها. فأنيا الكاهن، فخير أنيساً، فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها قال: وقد صليتُ يا ابن أخي قبل أن ألقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، قلت: لمن؟ قال: لله. قلت: فأين توجهُ؟ قال: أتوجه حيث يوجهني ربي. أصلي عشاءً، حتى إذا كان من آخر الليل ألقيتُ كأني خفاء، حتى تعلوني الشمس، فقال أنيسٌ: إن لي حاجة بمكة، فاكفني، فانطلق أنيس حتى أتى مكة، فراث عليِّ، ثم جاء، فقلت: ما صنعت؟ قال: لقيت رجلاً بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله، قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعرٌ، كاهنٌ، ساحرٌ، وكان أنيس أحد الشعراء، قال أنيس:


٧٨ - مسلم (٤/ ١٩١٩) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة - ٢٨ - باب من فضائل أبي ذر.
قثا: الحديث ينتوء نتوأ: إذا أظهره وأشاعه وأفشاه. لا جِمَاع: أي: لا مجامعة لنا معك ولا مُقام. صرمتنا: الصرمة: القطعة من الإبل نحو الثلاثين. فنافر: المنافرة: المحاكمة تكون في تفضيل أحد الشيئين على الآخر، يقال: نافرته، فنفرته، أي: حاكمته، فغلبته، ونفره الحاكم في المنافرة، أي: غلبه وحكم له. خفاء: الخفاء بالخاء المعجمة وكسرها، كساء يطرح على السقاء. فراث: رأت فلان علينا: أبطأ. أقراء الشعر: طرائقه وأنواعه، واحدها: قرء - بفتح القاف. فتضعفت: أي نظرت إلى أضعفهم فسألته لأن الضعيف مأمون الغائلة ومع ذلك فإنه لم يسلم من قبله. الصابئ: منصوب على الإفراء أي: انظروا وحذوا هذا الصابئ. والصابئ من غير دينه. مدرة: المدرة: الطينة المستحجرة. نصب: النُّصب: الحجر أو الصنم الذي كانوا ينصبونه في الجاهلية ويذبحون عليه، فيحمر من كثرة دم القربان والذبائح، أراد: أنهم ضربوه حتى أدموه، فصار كأنه نُصب أحمر. تكسرت عكن بطني: جمع عكنة وهو الطي من البطن من الممن، ومعنى تكسرت أي انثنت وانطوت طاقات لحم بطنه. سخفة جوع: سخفة الجوع: رقته وهزاله. ليلة إضحيان: وإضحيانه، أي: مضيئة لا غيم فيها، فقمرها ظاهر يضيئها. ضرب على أسمختهم: الأسمخة: جمع سماخ، وهو ثقب الأذن، والضرب هاهنا: المنع من الاستماع، وذلك كناية عن النوم المفرط. إسافاً ونائلة: إساف ونائلة: صنمان تزعم العرب أنهما كانا رجلاً وامرأة زنيا في الكعبة فمسخا. هن مثل الخشية: ألهن من الرجل ذكره. تولولان: الولولة: الاستغاثة والصياح. أو الدعاء بالويل. أنفارنا: الأنفار: الجماعة، أي: من أصحابنا وجماعتنا، وهو من النفر الذي هو من الثلاثة إلى العشرة. تملأ الفم: قولها: تملأ الفم، أي أنها عظيمة لا شيء أقبح منها، فمدعْتُه: أي: منعته. طعام طعمٍ: يقال: هذا طعامُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>