للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في الإسراء والمعراج]

١ - تحدث القرآن عن الإسراء في سورة الإسراء وعن المعراج في سورة النجم، وذكر حكمة الإسراء في سورة الإسراء بقوله: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} (١) وقال في سورة النجم بعد ذكر ما حدث: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (٢). لقد كانت حكمة الإسراء والمعراج أن يري الله رسوله من آياته الكبرى توطئة لمرحلة المجابهة المسلحة، فمن حكمة الله أنه عندما كلف موسى بمواجهة فرعون أراه آياته الكبرى لأنها مواجهة تحتاج إلى مزيد من اليقين: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} إلى قوله تعالى: {لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ} (٣).

لقد كانت رؤية الآيات الكبرى توطئة للأمر بمواجهة فرعون، وكان الإسراء والمعراج توطئة للهجرة ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر والضلال والفسوق، والآيات التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة:

الذهاب إلى بيت المقدس، العروج إلى السماء، رؤية الغيب الذي دعا إليه: الأنبياء والمرسلين، الملائكة، السماوات، الجنة والنار، نماذج من النعيم والعذاب، ولقد رأى الله عز وجل ذاته بقلبه وبعينيّ بصره على قول.

وبذلك يكون قد شاهد عياناً ما دعا إليه الناس من الإيمان بالغيوب، وكان بذلك الشاهد المبصر على أمر الغيوب:

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} (٤).

٢ - هذا والإسراء والمعراج من معجزاته عليه الصلاة والسلام التي تقوم بها الحجة على


(١) الإسراء: ١.
(٢) النجم: ١٨.
(٣) طه: ١٧ - ٢٤.
(٤) الأحزاب: ٤٥ - ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>