للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

به، ونعم المجيء جاء، فلما خلصتُ، فإذا إبراهيمُ، قال: هذا أبوك، فسلم عليه، فسلمتُ عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رُفعتُ إلى سدرة المنتهى فإذا نبقُها مثل قِلال هَجَرَ، وإذا ورقُها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى، فإذا أربعة أنهارٍ: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فقلتُ: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان، فنهران في الجنة، وأما الظاهران، فالنيل والفرات (١)، ثم رُفع إلى البيت المعمورُ، ثم أتيتُ بإناء من خمر وإناء من لبن، وإناء من عسل، فأخذتُ اللبن، فقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتكَ، قال: ثم فُرضت عليّ الصلاة، خمسين صلاة كل يوم، فرجعتُ فمررت على موسى، فقال: بم أُمرت؟ قلت: أمرتُ بخمسين صلاة كل يومٍ، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربتُ الناس قبلك، وعالجتُ بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعتُ فوضع عني عشراً، فرجعتُ إلى موسى، فقال مثله، فرجعتُ، فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فأمرتُ بعشر صلواتٍ كل يومٍ، فرجعتُ فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يومٍ، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلواتٍ كل يومٍ، وإني قدْ جربت الناس قبلكن وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك، فاسأله التخفيف لأمتك، قال: سألت ربي حتى استحييتُ، ولكن أرضى وأُسلمُ، فلما جاوزتُ، نادى منادٍ: أمضيتُ فريضتي، وخففتُ عن عبادي".


= نبقها مثل قلال هجر: النبق: معروف، راد: ثمرة سدرة المنتهى، و"القلال" جمع قُلة، وهي الحُبَّ يسع مرادة من الماء، ونُسبت إلى "هجر" لأنها تعرف بها. سدرة المنتهى: السدر: شجر النبق، وأما سدرة المنتهى، فهي شجرة في أقصى الجنة، إليها ينتهي علم الأولين والآخرين.
(١) قال القرطبي "وقيل إنما أطلق على هذه الأنهار أنها من الجنة تشبيهاً لها بأنهار الجنة لما فها من شدة العزوبة والحسن والبركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>