للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مؤمن في قتالٍ في سبيل الله إلا على سواء وعدلٍ بينهم، وإن كل غازيةٍ غزتْ معن يعقبُ بعضها بعضاً، وإن المؤمنين يبئ بعضهم بعضاً بما نال دماءهم في سبيل الله، وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومِهِ، وإنه لا يُجيرُ مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ولا يحول دونهُ على مؤمنٍ، وإنه من اعتبط مؤمناً قتلاً عن بينةٍ فإنه قودٌ به إلا أن يرضى ولي المقتول، وإن المؤمنين عليه كافةً ولا يحل لهم إلا قيام عليه، وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أنْ ينصر مُحدثاً ولا يؤويه، وإنه من نصره أو آواهُ فإن عليه لعنةُ الله وغضبهُ يوم القيامة ولا يؤخذُ منه صرف ولا عدل، وإنكم مهما اختلفتُم فيه من شيء فإن مردهُ إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين، ما داموا محاربين، وإن يهود بني عوفٍ أمةٌ مع المؤمنين، لليهود دينهُم وللمسلمين دينُهُم مواليهم وأنفسهُم إلا من ظلم وأثِم فإنه لا يُوتغُ إل نفسهُ وأهلَ بيته، وإن ليهودِ بني النجار وبني الحارث وبني ساعدة وبني جُشم وبني الأوس وبني ثعلبة وجفنة وبني الشطيبة مثل ما ليهود بني عوفٍ، وإن بطانة يهود كأنفسهم، وإنه لا يُخرجُ منهم أحدٌ إلا بإذن محمد، ولا ينحجز على نارٍ جُرحٌ، وإنه من فتك فبنفسه إلا من ظُلِمْ، وإن الله على أبر هذا، وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهمُ النصر على من حارب أهل هذهِ الصحيفةِ، وإن بينهُم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وإنه لم يأثم امرؤ بحليفهِ. وإن النصر للمظلوم وإن يثرب حرام جوفُها لأهل هذه الصحيفة، وإن الجار كالنفس غير مضارٍ ولا آثمٍ، وإنه لا تُجارُ حرمة إلا بإذن أهلها، وإنه ما


يبيء: بيء من السواء أي المساواة، يقال: با وأباء بمعنى ساوى.
اعتبط: قتل بلا جناية.
الود: القصاص.
محدثاً: جانياً.
صرف ولا عدل: نافلة ولا فرض أو توبة ولا فدية.
لا يوقع: أي لا يوبق ويهلك.
ولا ينحجز على ثأرٍ جرحُ: لا يمنع صاحب حق من حقه في القصاص.
وإن لله على أبر هذا: أي أن الله راض أو شاهد على أبر هذا العقد.
أقول: قال أبو عبيد: إنما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب قبل أن تفرض الجزية وإذ كان الإسلام ضعيفاً، وكان لليهود إذ ذاك نصيب في المغنم إذا قاتلوا مع المسلمين، كما شرط عليهم في هذا الكتاب النفقة معهم في الحروب.
والبر دون الإثم: أي أن البر والوفاء ينبغي أن يكون حاجزاً عن الإثم.
لم يأثم امرؤ بحليفه: لا يحاسب الحليف على جُرْم حليفه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>