للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في سرية عبد الله بن جحش]

٢٦٧ - * روى الطبراني عن جُندبِ بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث رهطاً وبعث عليهم أبا عبيدة فلما ذهب لينطلق، بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، فبعث عليهم عبد الله بن جحش مكانهُ، وكتب له كتاباً وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى بيبلغ مكان كذا وكذا، وقال: "لا تكرهن أحداً من أصحابك على المسير معك"، فلما قرأ الكتبا استرجع وقال: سمعٌ وطاعة لله ولرسوله، فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادي، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام، فأنزل الله عز وجل {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} الآية. فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزراً فليس لهم أجر، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١).

٢٦٨ - * روى الطبراني عن زيد قال: أول رايةٍ رُفعت في الإسلام رايةُ عبد الله بن جحش، وأول مالٍ خُمس في الإسلام مالُ عبد الله بن جحش.

لقد رأينا أن هناك سرايا سبقت سرية عبد الله بن جحش هذه، كما أن هناك غزوة قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وهي غزوة العشيرة، وكانت قبل هذه السرية فالأولية بالنسبة لعلم الراوي، على كل الأحوال فلسرية عبد الله بن جحش هذه أهمية كبيرة في التاريخ؛ فهي التي مهدت لتجاوز فكرة تحريم القتال في الأشهر الحرم، فلقد انطلق الصحابة بعد ذلك وكل أيامهم جهاد، ولو بقيت فكرة تحريم القتال في الأشهر الحرم وهي تلك السنة لأصيب المسلمون بالحرج، ومع ذلك فقد بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاحظ قدسية الأشهر الحرم


٢٦٧ - المعجم الكبير (٢/ ١٦٢). مجمع الزوائد (٦/ ١٩٨) وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
الرهط: الجماعة من ثلاثة أو سبعة إلى عشرة أو ما دون العشرة.
صبابة: الشوق أو رقته وحرارته.
استرجع: عن مصيبة وفيها أرجع، وأرجع في المصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
(١) البقرة: ٢١٨.
٢٦٨ - أورده الهيثمي (٦/ ٦٧) وقال رواه الطبراني بإسناد حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>