للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنشُدك وعدك" فقال ابن رواحة: يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك ورسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل مِنْ يشير عليه وإن الله أعظم من أن تنشده وعده فقال: "يا ابن رواحة لأنشدن الله وعده فإن الله لا يُخلف الميعاد" فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله وجوه القوم فانهزموا فأنزل الله عز وجل: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (١) فقتلنا وأسرنا فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما أرى أن تكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الأنصار: إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ ثم قال: "ادعوا لي عمر" فدُعي له فقال: "إن الله عز وجل قد أنزل علي": {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٢).

أقول: فيه ابن لهيعة، والملاحظ أن الهيثمي يحسن أحاديث ابن لهيعة ولو كانت عن غير العبادلة، وذلك فيما نعتقد لملحظ دقيق يلحظه الشيخ الهيثمي، ولذلك فإننا كثيراً ما نتابعه على تحسينه في هذا الكتاب لقوة مدركه في الحديث.

٢٧٩ - * روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الهل عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بُسيْسَة، عيناً ينظرُ ما صنعتْ عيرُ أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغيرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: لا أدري، ما استثنى بعض نسائه .. - قال: فحدثه الحديث، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم، فقال: "إن لنا طلبةً، فمن كان ظهره حاضراً فليركبْ معنا" فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في عُلو المدينة، فقال: "إلا من كان ظهره حاضراً" فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُقدمن أحدٌ منكم إلى شيءٍ حتى أكون أنا دونه" فدنا المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرض" قال: يقول عُمير بن الحُمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات


(١) الأنفال: ١٧.
(٢) الأنفال: ٦٧.
٢٧٩ - مسلم (٣/ ١٥١٠) ٣٣ - كتاب الإمارة - ٤١ - باب: ثبوت الجنة الشهيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>