للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في الفتح: "لما كان يوم أحد وانصرف المشركون خرج النساء إلى الصحابة يعينونهم، فكانت فاطمة فيمن خرج، فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم اعتنقته وجعلت تغسل جراحاته بالماء فيزداد الدم" فلما رأت ذلك أخذت شيئاً من حصير فأحرقته بالنار وكمدته به حتى لصق بالجرح فاستمسك الدم، وله من طريق زهير بن محمد عن أبي حازم "فأحرقت حصيراً حتى صارت رماداً، فأخذت من ذلك الرماد فوضعته فيه حتى رقأ الدم" وقال في آخر الحديث: ثم قال يومئذ: اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسوله. ثم مكث ساعة ثم قال: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" وقال ابن عائذ: أخبرنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن الذي رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد فجرحه في وجهه قال: خذها مني وأنا ابن قمئة فقال: "أقماك الله" قال: فانصرف إلى أهله فخرج إلى غنمه فوافاها على ذروة جبل، فدخل فيها فشد عليه تيسها فنطحه نطحة أرداه من شاهق الجبل فتقطع، وفي الحديث جواز التداوي، وأن الأنبياء قد يصابون ببعض العوارض الدنيوية من الجراحات والآلام والأسقام ليعظم لهم بذلك الأجر وتزداد درجاتهم رفعة، وليتأسى بهم أتباعهم في الصبر على المكاره، والعاقبة للمتقين. أ. هـ.

٤٠٠ - * روى الطبراني عن أبي سعيد أنه قال: أصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فاستقبله مالك بن سنان فمص جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه، فلينظر إلى مالك بن سنان".

٤٠١ - * روى أحمد عن أبي قتادة قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ وكانت رجله عرجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهما، فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة" فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد.


٤٠٠ - المعجم الكبير (٦/ ٣٤) ومالك بن سنان: هو والد الراوي أبي سعيد الخدري: سعد بن مالك بن سنان.
٤٠١ - أحمد في مسنده (٥/ ٢٩٩).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣١)، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن نصر الأنصاري، وهو ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>