للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم أبلغ عنا نبينا: أنا قد لقيناك، فرضينا عنك، ورضيت عنا، قال: وأتى رجل حراماً - خال أنس - من خلفه، فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا: أنا قد لقيناك، فرضينا عنك، ورضيت عنا".

وفي رواية للبخاري (١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خاله - أخاً لأم سليم - في سبعين راكباً، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصال، فقال: يكون لك أهل السهل، ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف، فطعن عامر في بيت أم فلان، فقال: غدة كغدة البكر، في بيت امرأة من آل فلان، ائتوني بفرسي، فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرام أخو أم سليم - وهو رجل أعرج - ورجل من بني فلان، قال: كونا قريباً حتى آتيهم، فإن آمنوني كنتم قريباً، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال: أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث مثل الأولى".

أقول: وما أشار إليه أنس من آيات تتلى ثم نسخت نموذج على منسوخ التلاوة من القرآن، وهو أحد أنواع النسخ الحاصل.

ولابن حجر بعض تفصيلات وتصويبات في الفتح بمناسبة الحديث قال:

قوله (في بيت امرأة من آل بني فلان) بينها الطبراني من حديث سهل بن سعد فقال "امرأة من آل سلول" وبين فيه قدوم عامر بن الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال فيه "لأغزونك بألف أشقر (٢) وألف شقراء" (٣) وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أصحاب بئر معونة بعد


(١) البخاري (٧/ ٣٨٦) ٦٤ - كتاب المغازي - ٢٨ - باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان.
أهل السهل: أراد بأهل السهل: أهل البادية، فإنه جعل في مقابلها أهل المدر، وأهل المدر: هم أهل المدن والقرى.
غدة: صار ذاغدة فهو مغدود جمع غداد، والغدد: طاعون الإبل.
(٢) أشقر: المراد الحصان.
(٣) شقراء: المراد بها الفرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>