للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل: في غزوة مؤتة من أرض الشام]

قال ابن حجر في الفتح: قال ابن إسحق: هي بالقرب من البلقاء، وقال غيره هي على مرحلتين من بيت المقدس. ويقال: إن السبب فيها أن شرحبيل بن عمرو الغساني - وهو من أمراء قيصر على الشام - قتل رسولاً أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى صاحب بصري، واسم الرسول الحارث بن عمير، فجهز إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عسكراً في ثلاثة آلاف. وفي (مغازي أبي الأسود) عن عروة: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش إلى مؤتة في جمادى من سنة ثمان وكذا قال ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما من أهل المغازي لا يختلفون في ذلك، إلا ما ذكر خليفة في تاريخه أنها كانت سنة سبع. أ. هـ

٥٨٥ - * روى الطبراني عن عروة بن الزبير قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان واستعمل عليهم زيد بن حارثة، فقال لهم: "إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس" فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج وهم ثلاثة آلاف فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم. فلما ودع عبد الله بن رواحة مع من ودع بكى، فقيل له: ما يبكيك يا ابن رواحة فقال: والله ما بي حب الدنيا وصبابة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضيا) (١) فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود فقال لهم المسلمون: صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا صالحين فقال عبد الله بن رواحة:

لكني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات فرع تقذف الزبدا

أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا

حتى يقولوا إذا مروا على جدثي ... أرشده الله من غاز وقد رشدا


٥٨٥ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٥٧)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات إلى عروة. اهـ وهو مرسل.
(١) مريم: ٧١.
ذات فرع: ذات سعة.
الزبد: رغوة الدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>