للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- وفي أخرى لأبي داود (١)، قال: "عقل شبه العمد مغلظة مثل عقل العمد، ولا يقتل صاحبه".

زاد في رواية (٢) "وذلك أن ينزو الشيطان بين الناس، فتكون دماء في عميا في غير ضغينة، ولا حمل سلاح".

٦١٣ - * روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة، قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين، فإنها لا تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد من بعدي فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد. ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يفدى، وإما أن يقيد" فقال العباس: إلا الإذخر، فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا الإذخر" فقام أبو شاه - رجل من أهل


(١) أبو داود (٤/ ١٩٠)، كتاب الديات، باب ديات الأعضاء.
العقل: الدية، وأصلها: أن القاتل كان إذا قتل قتيلاً جمع الدية من الإبل فعقلها بفناء أولياء المقتول ليقبلوها منه، فسميت، الدية عقلاً، وأصل الدية: الإبل، ثم قومت بعد ذلك بالذهب والورق وغيرهما. والعاقلة: هم العصبة والأرقاب من قبل الأب، الذين يعطون دية قتيل الخطأ.
(٢) أبو داود (٤/ ١٩٠)، كتاب الديات، باب ديات الأعضاء.
ينزو: النزو: الوثوب.
عمياً: أي: جهالة. والمراد به: الخطأ. والمعنى: أن يترامى القوم فيوجد بينهم قتيل لا يدرى من قتله، ويعمى أمره فلا يتبين، ففيه الدية.
ضغينة: الضغينة: الحقد.
٦١٣ - البخاري (٥/ ٨٧) ٤٥ - كتاب اللقطة - ٧ - باب كيف تعرف لقطة أهل مكة؟
ومسلم (٢/ ٩٨٨) ١٥ - كتاب الحج - ٨٢ - باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها، إلا لمنشد، على الدوام.
ولا يختلى: الخلا: العشب، واختلاؤه: قطعه.
ساقطتها إلا لمنشد: الساقطة: هي اللقطة، وهو الشيء الذي يلقى على الأرض لا صاحب له يعرف، وقوله: "لا تحل إلا لمنشد" يعني: لمعرف، وهو من نشدت الضالة: إذا طلبتها، فأنت ناشد، وأنشدتها: إذا عرفتها، فأنت منشد، واللقطة في جميع البلاد لا تحل إلا لمن أنشدها سنة، ثم يتملكها بعد السنة، بشرط الضمان لصاحبه إذا وجده، فأما مكة، فإن في لقطتها وجهين، أحدهما: أنها كسائر البلاد، والثاني: لا تحل، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تحل لقطتها إلا لمنشد" ولامراد به: منشد على الدوام، وإلا فأي فائدة لتخصيص مكة بالإنشاد؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>