للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣٥ - * روى أبو داود عن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال: إنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فأطنبوا السير، حتى كانت عشية، فحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله تعالى" ثم قال: "من يحرسنا الليلة؟ " قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله، قال: "فاركب"، فركب فرساً له، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه، ولا نغرن من قبلك الليلة"، فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه، فركع ركعتين، ثم قال: "هل أحسستم فارسكم؟ " قال: قالوا: يا رسول الله، ما أحسسناه، فثوب بالصلاة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى صلاته وسلم قال: "أبشروا فقد جاءكم فارسكم" فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم فقال: إني انطلقت، حتى كنت في أعلى هذا الشعب، حَيْثُ أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما، فنظرت، فلم أر أَحَدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل نزلت الليلة؟ " قال: لا، إلا مصلياً، أو قَاضِيَ حاجة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أوجبت، فلا عليك أن لا تعمل بَعْدَهَا".

٦٣٦ - * روى مسلم عن أنس بن مالك قال: افتتحنا مكة، ثم إنا غزونا حنيناً،


٦٣٥ - أبو داود (٣/ ٩)، كتاب الجهاد، باب في فضل الحرس في سبيل الله تعالى.
بإسناد حسنه الحافظ في الفتح.
عن بكرة أبيهم: يقال: جاء القوم على بكرة أبيهم: إذا جاؤوا بأسرهم ولم يتخلف منهم أحد.
ونعمهم: والنعم في الأصل: الإبل، وقد تقع على البقر والغنم.
هل نزلت الليلة؟: أي: من ظهر حصانك.
قد أوجبت: يقال: أوجب فلان: إذا فعل فعلاً وجبت له به الجنة أو النار، والمراد به ها هنا الجنة.
٦٣٦ - مسلم (٢/ ٧٣٦) ١٢ - كتاب الزكاة - ٤٦ - باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إسلامه.
قد بلغنا ستة آلاف: قال القاضي: هذا وهم من الراوي عن أنس. والصحيح ما جاء في رواية أخرى أنهم عشرة آلاف

<<  <  ج: ص:  >  >>