للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط، إنما ننحدر فيه انحداراً قال: وفي عماية الصبح وقد كان القوم كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضائقه قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا قال: فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس راجعين فانشمروا لا يلوي أحدٌ على أحدٍ، وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، ثم قال: "إلي أيها الناس هلم إلي، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله" قال: فلا شيء احتملت الإبل، بعضها بعضاً، فانطلق الناس، إلا أن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطاً من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير، وفيمن ثبت معه أبو بكر وعمر ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن عباس، وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن وأسامة بن زيد. قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء، في رأس رمح طويل له أمام الناس وهوازن خلفه، فإذا أدرك طعن برمحه، فإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه، فاتبعوه. قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال: بينما ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع، إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه، قال: فيأتيه علي من خلفه فيضرب عرقوبي الجمل فيوقع على عجزه، ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله واجتلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأساري مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزاد أبو يعلى: وصرخ حين كانت الهزيمة كلدة وكان أخا صفوان ابن أمية يومئذ مشركاً في المدة


= وقد صرح بالسماع في رواية أبي يعلى، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
أجوف: متسع.
حطوط: منحدر.
غماية الصبح: ظلامه قبل أن يتبين.
كمنوا: استخفوا متربصين.
انشمروا: انفضوا وانهزموا.
فلا شيء حملت الإبل، بعضها على بعض: أي أن الإبل لم تركب وأنها كانت متزاحمة.
أطن قدمه: قطعها.
انجعف: سقط صريعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>