للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن عجيب أمرهم: أنهم لم يَكْتَفُوا بكونه إلهَهمْ، حتى جعلوه إله موسى، فنسبوا موسى عليه السلام إلى الشرك، وعبادة غير الله تعالى، بل عبادة أبْلَدِ الحيوانات، وأقلِّها دَفعًا عن نفسه، بحيث يُضربُ به المثلُ في البلادة والذُّلِّ، فجعلوه إله كليم الرحمن.

ثم لم يكتفوا بذلك، حتى جعلوا موسى عليه السلام ضالًّا مخطئًا، فقالوا: {فَنَسِيَ} [طه: ٨٨].

قال ابن عباس (١): أي ضَلّ وأخطأ الطريق.

وفي رواية عنه (٢): أي إن موسى ذهبَ يطلب ربه، فَضَلّ، ولم يعلم مكانه.

وعنه أيضًا (٣): نسي أن يذكر لكم أن هذا إلهه وإلهكم.

وقال السُّدِّي (٤): أي ترك موسى إلهه هاهنا، وذهب يطلبه.

وقال قتادة (٥): أي إن موسى إنما يطلب هذا، ولكنه نَسِيَهُ وخالفه في طريق آخر.


(١) أقوال المفسرين في البسيط للواحدي (١٤/ ٥٠٠). وقول ابن عباس في الكشف والبيان (٦/ ٢٥٧)، ومعالم التنزيل (٥/ ٢٩٠)، والجامع لأحكام القرآن (١١/ ٢٣٦).
(٢) رواه الطبري في تفسيره (١٨/ ٣٥٦) من طريق عطية العوفي عن ابن عباس، وعزاه في الدر المنثور (٣/ ٥٣٥، ٥/ ٥٨٨) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) رواه الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور (٥/ ٥٩٥).
(٤) رواه الطبري في تفسيره (٢/ ٦٥، ١٨/ ٣٥٧).
(٥) رواه الطبري في تفسيره (١٨/ ٣٥٦).