للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانوا كفارًا.

وهذا قول الحسن، وعَطاء، قالا (١): كان الناس من وقت وفاة آدم إلى مبعث نوح عليهما السلام أمة واحدة، على مِلّة واحدة، وهى الكفر، كانوا كفارًا كلهم أمثال البهائم، فبعث الله نوحًا، وإبراهيم، والنبيين.

وهذا القول ضعيف جدًا، وهو منقطع عن ابن عباس، والصحيح عنه خلافه.

قال ابن أبي حاتم (٢): حدثنا أبو زُرعة، حدثنا شَيبان بن فَرُّوخ، حدثنا هَمّامٌ، حدثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كانوا على الإسلام كلهم.

وهذا هو الصواب قطعًا، فإن في قراءة أُبيّ بن كعب: «فاختلفوا [١٣٩ أ] فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين».


(١) انظر: تفسير الثعلبي (٢/ ١٣٢، ١٣٣)، وتفسير البغوي (٢٤٣).
(٢) في المطبوع من تفسير ابن أبي حاتم (١٩٨٣) بهذا الإسناد عن ابن عباس قال: «كانوا كفّارًا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين»، فلعلّه حصل فيه سقط، لأنّ السيوطي عزاه في الدر (١/ ٥٨٢) لابن أبي حاتم باللفظ الذي ذكره المصنف، ورواه أيضًا أبو يعلى (٢٦٠٦) والطبراني في الكبير (١١/ ٣٠٩) عن شيبان به، ورواه البزار (٤٨١٥) والطبري في تفسيره (٤٠٤٨) وابن أبي حاتم في تفسيره (١٥١٨٤) عن هَمّام به ولفظه: «كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلّهم على شريعة من الحق»، وصححه الحاكم (٣٦٥٤، ٤٠٠٩)، وابن تيمية في منهاج السنة (٥/ ١٧٧)، وقال ابن كثير في تفسيره (١/ ٥٦٩): «هذا القول عن ابن عباس أصحّ سندًا ومعنى»، وصححه السيوطي، والألباني في السلسلة الصحيحة (١٣/ ٩٢).