للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضاً من حديث أبيّ بن كعب - رضي الله عنه - فذكر قصّة الذي دخل المسجد وقرأ القراءة (١) التي أنكرها , وحمله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - , وذكر قوله: «أُرسِلَ إليّ أن اقرأ القرآن على حرف , فرددت [ق ٥٦/ظ] إليه أن هوّن على أمّتي -فذكرت ثلاث مرّات- قال: فردّ إليّ الثالثةَ اقرأه على سبعة أحرف , ولك بكل ردّة رددتكها (٢) مسألة تسألنيها , فقلت: اللهم اغفر لأمّتي , اللهم اغفر لأمّتي , وأخرّتُ الثالثةَ ليوم يَرغب إليّ الخلق كلّهم حتى إبراهيم صلوات الله عليه» (٣) , وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: «إن الله فضّلني على الأنبياء , وفضّل أمّتي على الأمم , وأرسلني إلى الناس كافّة , ونُصِرتُ بالرُّعب يسير بين يديّ قذفَهُ في قلوب أعدائي , وجعل لي الأرض كلها مسجداً وطَهوراً فأيّما عبد أدركته الصلاة فعنده مسجده وطَهوره وأحلّت لي الغنائم» (٤) , وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُعطيتُ خمساً لم يُعطَهن أحد قبلي من الأنبياء: جُعِلت لي الأرض طهوراً ومسجداً , ولم يكن نبي من الأنبياء -يعني: - يصلي حتى يبلغ محرابه , ونُصرت بالرعب مسيرة شهر يكون بيني وبين المشركين مسيرةُ شهرٍ يقذف (٥) الله الرّعب في قلوبهم , وكان النبي (٦) يبعث خاصّة إلى قومه وبعثت إلى الجنّ والإنس , وكانت الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله , وأمرت أن أقسمه في فقراء أمّتي , ولم يبق


(١) في ب "وقراءة القرآن".
(٢) في ب "لكل رد مددتكها".
(٣) صحيح مسلم (١/ ٥٦١) , كتاب صلاة المسافرين وقصرها , باب بيان أن القرآن على بعة أحرف وبيان معناه , ح ٨٢٠.
(٤) أخرجه أحمد (٣٦/ ٤١٥) ح ٢٢١٣٧ , والبيهقي في سننه (١/ ٣٤٠) , باب التيمم بعد دخول وقت الصلاة , ح ١٠٥٩ , بلفظ: «إن الله - عز وجل - قد فضلني على الأنبياء -أو قال: أمتي على الأمم- بأربع: أرسلني إلى الناس كافة , وجعل الأرض كلها لي ولأمتي طهوراً ومسجداً فأينما أدركت الرجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعند طهوره , ونصرت بالرعب يسير بين يدي مسير شهر يُقذف في قلوب أعدائي , وأحلت لي الغنائم» واللفظ للبيهقي , وروى الترمذي بعضه (٤/ ١٢٣) , باب ما جاء في الغنيمة , ح ١٥٥٣ , وقال: "حديث أي أمامة حسن صحيح".
(٥) في أ "فيقذف" بزيادة الفاء.
(٦) في ب زيادة " - صلى الله عليه وسلم - " بعد "النبي" , ولم أقف عليها في رواية الحديث.

<<  <   >  >>