للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربّي قد غضب اليوم غضباً [شديداً] (١) لم يغضب قبله مثله , ولن يغضب بعده مثله , وإنه كانت لي دعوة على قومي , نفسي نفسي , نفسي نفسي , اذهبوا إلى غيري , اذهبوا إلى إبراهيم , فيأتون إبراهيم - عليه السلام - , فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض , اشفع لنا إلى ربك , أما ترى ما نحن عليه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم - عليه السلام -: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , فذكر كذباته , نفسي نفسي , نفسي نفسي , اذهبوا إلى غيري , اذهبوا إلى موسى , فيأتون موسى - عليه السلام - , فيقولون: يا موسى أنت رسول الله تعالى , اصطفاك الله برسالاته وبتكليمه على الناس , اشفع لنا إلى ربك ألا (٢) ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟

فيقول لهم موسى: إن رَبّي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , وإني قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها , نفسي نفسي , نفسي نفسي , اذهبوا إلى غيري , اذهبوا إلى عيسى , فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمتُهُ ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد , فاشفع لنا إلى ربك - عز وجل - , ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , ولم يذكر له ذنباً , اذهبوا إلى غيري , اذهبوا إلى محمّد - صلى الله عليه وسلم - , فيأتوني (٣) , فيقولون: يا محمّد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء , غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر , فاشفع لنا إلى [ق ٨٣/و] ربك - عز وجل - , ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأقوم فآتي تحت العرش , فأقع ساجداً لربي - عز وجل - , ثم يفتح الله تعالى علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبل , فيقال: يا محمد ارفع رأسك , سَل تعطه , اشفع تشفع , فأقول: أمتي أمتي يا رب , أمتي أمتي يا رب , أمتي أمتي يا رب , أمتي أمتي يا رب , فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب ,


(١) "شديداً" زيادة من ب.
(٢) في ب "إلى" , وهو خطأ ظاهر.
(٣) في ب "فيأتون" بدون الياء.

<<  <   >  >>