للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خصائص محمد - صلى الله عليه وسلم - (١) قال: ورد حديثُ الشفاعة من طرق كثيرة , وفي كل طريق منها فائدة لم يتضمنها الطريق الأخرى , وهي مشتملة على أزيد من ثلاثين فضيلة , وذكر منها: المقام المحمود , ولواء الحمد بيده , تحته آدم فمن دونه , وأنه (٢) أول من يؤذن له في الكلام فيتكلم - يعني: قوله: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: من الآية ٣٨] وقوله: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه: ١٠٩]- وهو أول شفيع فيَشفَع , وأول من تنشق عنه الأرض , وأول من يكسى من حُلل الجنة , وأول من يركب البراق , وأول من يقرع باب الجنة فيفتح له , و (٣) أول من ينظر إلى رب العالمين , واختصاصه بالسجود لرب العزة أمام العرش وبديع ما يفتح الله عليه من تحميد ربه في سجوده والثناء عليه بما لم يفتحه على أحد قبله ولا بعده , وقد تقدم أشياء من ذلك , ومنها قول الله سبحانه: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع مرة بعد مرة في تكرار الشفاعة , ومنها: أن الأنبياء يؤتون


= إلى أنه روى عن جده لأمه سليمان بن سبع الخطيب، كما أخذ عن جماعة من شيوخ الأندلس والعدوة وأنه توفي في بضع وتسعين وخمسمائة.
ويمكن أن نستخلص من هذا النص ما يلي:
أن ابن سبع عمر طويلاً حتى ألحق الأحفاد بالأجداد , فهو قد عاش النصف الأخير من المائة الخامسة للهجرة , وأوائل السادسة , وإذا كان حفيده وتلميذه ابن الغازي قد ولد في حدود أوائل المائة السادسة، وتوفي في بضع وتسعين منها، أو على الأصح سنة ٥٩١، فلا يجوز أن يسمع من جده ابن سبع إلا بعد أن تصل سنه ١٦ على الأقل , فإذا أضفنا إلى ذلك ما يذكره ابن سبع نفسه في مقدمة كتابه (شفاء الصدور) من أنه قضى في جمعه قرابة ثلاثين سنة أو تزيد، والشأن أن لا يتصدى العلماء للتأليف، إلا بعد أن تصل أعمارهم نحو الأربعين؛ فيجوز لنا أن نزعم بأن ابن سبع، ولد في حدود ٤٤٠ هـ، وتوفي في نحو ٥٢٠ هـ، وقد عاش نيفاً وثمانين سنة؛ ويذكر الأنصاري في اختصار الأخبار أنه دفن في الربض الأسفل من سبتة - بصحن جامع التبانين - حيث تقام الجمعة , وربما كان خطيباً هناك. انظر: أقدم عالم مغربي وصلنا تراثه: أبو الربيع سليمان ابن سبع السبتي -١ - , سعيد أحمد عراب , مجلة دعوة الحق - العدد ٢٠٠ , وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية , المملكة المغربية.
(١) اسم كتابه (شفاء الصدور في أعلام نبوة الرسول وخصائصه). انظر: المصدر السابق.
(٢) في ب "ولأنه".
(٣) في ب "في" , وهو خطأ.

<<  <   >  >>