للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي يقول: حدثنا بكر بن عبد اللَّه أن داود قال لسليمان عليهما السلام: أي شيء أبرد؟ وأي شيء أحلى؟ وأي شيء أقرب؟ وأي شيء أبعد؟ وأي شيء أقل؟ وأي شيء أكثر؟ وأي شيء آنس، وأي شيء أوحش؟ قال: أحلى شيء روح اللَّه بين عباده، وأبرد شيء عفو اللَّه عز وجل عن عباده، وعفو العباد بعضهم عن بعض، وآنس شيء الروح تكون في الجسد، وأوحش شيء الجسد تنزع منه الروح، وأقل شيء اليقين، وأكثر شيء الشك، وأقرب شيء الآخرة من الدنيا، وأبعد شيء الدنيا من الآخرة -أو كما قال.

"الزهد" ص ٥٢

قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا هاشم، أخبرنا صالح، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد: أن عيسى ابن مريم عليه السلام أوصى الحواريين: لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللَّه عز وجل فتقسو قلوبكم، وإن القاسي قلبه بعيد من اللَّه عز وجل ولكان لا يعلم، ولا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكنكم انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، والناس رجلان: معافى ومبتلى، فارحموا أهل البلاء في بليتهم، واحمدوا اللَّه على العافية.

وقال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ثمامة الصائدي قال: قال الحواريون لعيسى ابن مريم: ما المخلص للَّه عز وجل؟ قال: الذي يعمل للَّه عز وجل، لا يحب أن يحمده الناس عليه، قالوا: فما الناصح للَّه؟ قال: الذي يبدأ بحق اللَّه؛ فيؤثر حق اللَّه على حق الناس، وإذا عرض له أمران: أمر دنيا، وأمر آخرة، يبدأ بأمر الآخرة، ويتفرغ لأمر الدنيا بعد. قال سفيان: حدثني به منصور عنه، ثم لقيته فسألته.

"الزهد" ص ٧٣

<<  <  ج: ص:  >  >>