للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعلة واستدراج، وضلالة قد زينت له فيراها هدى، ومن زيغ القلب ساعة ساعةً، أسرع من طرفة عين قد يسلب دينه، وهو لا يشعر! ».

أيها المذنب! ترى أنك ستنجو وقد سلكت طريق المعاصي .. وعكفت على المساخط؟ !

فاحذر أخذة على غرة .. لا تفيق منها إلا بين يدي ملائكة غلاظ شداد!

كان الحسن البصري يقول في موعظته: «المبادرة المبادرة! فإنما هي الأنفاس لو حبست، انقطعت عنكم أعمالكم التي تقربون بها إلى الله عز وجل، رحم الله امرأ نظر إلى نفسه، وبكى على عدد ذنوبه. ثم قرأ هذه الآية: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم: ٨٤].

وإن شئت - أيها المسكين - ذكرت لك طرفًا من أخبار الصالحين .. الذين جمعوا بين الطاعة، والخوف من سوء الخاتمة! لعل ذلك يرد قلبك الآبق عن الطاعات .. ويوقظك قبل فوات الأوان!

* عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «دخلت على عمر بن الخطاب حين وجأه أبو لؤلؤة، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ ! قال: أبكاني خبر السماء، أين يذهب بي، إلى الجنة أو إلى النار؟ ! فقلت: أبشر بالجنة، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا أحصيه يقول: «سيدا أهل الجنة أبو بكر وعمر» فقال: أشاهد أنت يا علي لي بالجنة؟ ! قلت: نعم، وأنت يا حسن فاشهد على أبيك رسول الله أن عمر من أهل الجنة»!

<<  <   >  >>