للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: يستحبُّ الترضي والترحمُ على الصحابة والتابعين فمن بعدهم من العلماء والعباد وسائر الأخيار فيقال: رضي الله عنه، أو رحمه الله، ونحو ذلك، وأما ما قاله بعض العلماء: إن قوله: رضي الله عنه مخصوص بالصحابة، ويقال في غيرهم: رحمه الله فقط، فليس كما قال، ولا يوافق عليه، بل الصحيح الذي عليه الجمهور استحبابه، ودلائله أكثر من أن تحصر. فإن كان المذكور صحابيًّا ابن

ــ

الدر المنضود السلام كالصلاة فيما ذكر إلّا إذا كان تحية محي عن غائب وفرق آخرون بأنه شرع في كل مؤمن بخلافها وهو فرق بالمدعى فلا يقبل ولا شاهد في السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين لأنه وارد في محل مخصوص وليس غيره في معناه على أنه تبع لا استقلال وحقق بعضهم فقال ما حاصله مع الزيادة عليه: السلام الذي يعم الحي والميت هو ما يقصد به التحية كالسلام عند تلاوة أو زيارة قبر وهو مستدع للرد وجوب كفاية أو عين بنفسه في الحاضر ورسوله أو كتابه في الغائب وأما السلام الذي يقصد به الدعاء منا بالتسليم من الله تعالى على المدعو له سواء كان بلفظ غيبة أو حضور فهذا هو الذي اختص به - صلى الله عليه وسلم - عن الأمة فلا يسلم على غيره إلّا تبعًا كما أشار إليه المتقي السبكي في شفاء الغرام وحينئذٍ فقد أشبه قولنا - عليه السلام - قولنا عليه الصلاة من حيث إن المراد - عليه السلام - من الله تعالى ففيه إشعار بالتعظيم الذي في الصلاة من حيث الطلب لأن يكون المسلم عليه الله تعالى كما في الصلاة وهذا النوع من السلام هو الذي جوز الحليمي كون الصلاة بمعناه اهـ.

[فصل]

قوله: (فإِن كانَ المذْكُور صحابيًّا ابْنَ صحابي الخ) سكت عما إذا كان صحابيًّا ابن صحابيين كعائشة وغيرها من أولاد أبي بكر الصديق بن أبي قحافة لقلته بالنسبة لما قبله وأقل منه أربعة صحابة متناسلون بل لا يوجد ذلك إلَّا للصديق قيل وزيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد نظم ذلك الحافظ السيوطي وأورده في كتابه قلائد الفوائد فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>