للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَّمْتَهُ أحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أو اسْتأثَرت بِهِ في عِلْم الغَيب عِنْدَكَ أنْ تَجْعَلَ القُرآنَ نُورَ صَدْرِي، ورَبِيعَ قَلبي، وجَلاءَ حُزني، وذهَابَ هَمِّي فقال رجل من القوم: يا رسول الله إن المغبونَ لمن غبن في هؤلاء الكلمات، فقال: "أجَلْ فَقُولُوهُنَّ وعَلِّمُوهُنَّ، فإنهُ مَنْ قالهُن التِماسَ ما فِيهِن أَذْهَبَ اللهُ تعالى حُزْنَهُ، وَأطال فَرَحَهُ".

[باب ما يقوله إذا وقع في هلكة]

روينا في كتاب ابن السني عن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

ــ

(أَو استأْثرتَ) أي اخترته واصطفيته في علم الغيب الذي لا يعلمه إلَّا أنت وعندك عندية مكان قال في القاموس رجل يستأثر على أصحابه أي يختار لنفسه أشياء حسنة والاسم الأثرة محركة واستأثر بالشيء استبد به وخص به نفسه وقال ابن الجزري الاستئثار الانفراد بالشيء أي انفردت بعلمك عندك لا يعلمه إلَّا أنت ثم هو عند ابن مسعود بالواو العاطفة وهي فيه بمعنى أو التي للتنويع وكذا في الحصين والسلاح أما نسخ الأذكار فبأو والله أعلم. قوله: (أَنْ تجعلَ القرآنَ) زاد في بعض نسخ الحصين في رواية ابن مسعود العظيم وكذا قال الحافظ إنه عند بعض الرواة عنه وأن ومدخولها ثاني مفعولي أسأل ونور صدري ثاني مفعولي جعل. قوله: (نور صَدْرِي) أي تشرف في قلبي نوره فأميز الحق من غيره. قوله: (وَرَبيعَ قَلبي) أي متنزهه ومكان رعيه وانتفاعه بأنواره وأزهاره وأشجاره وثماره المشبه بها أنواع العلوم والمعارف وإضاءة الحلم والأحكام واللطائف وقال ابن الجزري أي راحته. قوله: (وجَلاءَ حُزْني) بكسر الجيم والمد أي إزالته وكشفه من جلوت السيف جلا بالكسر أي صقلته ويقال جلوت همي عني أي أذهبته ووقع في بعض نسخ الحصين بفتح الجيم قال في الحرز فهو جلاء القوم عن الموضع لأنه ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء والمعنى اجعله سبب تفزقة حزني وجمعية خاطري اهـ. قوله: (وذَهابَ هَمِّي) أي الهم الذي لا ينفعني ويفرقني لا يجمعني. قوله: (أَجَلْ) هو بفتحتين بمعنى نعم كذا في النهاية. قوله: (وأَطَال فرَحَهُ) بالحاء المهملة فيما وقفت عليه من الأصول المصححة وهو الملائم لمقابلته بالحزن والله أعلم.

باب ما يقول إذا وقع في هلكة

بفتحات. قوله: (وَرَوَينا في كِتَابِ ابن السني الخ) قال الحافظ بعد تخريجه من طريق

<<  <  ج: ص:  >  >>