للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَسْبِيَ اللهُ ونعْمَ الوَكِيلُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللهَ تَعالى يَلُومُ على العَجْزِ، ولَكِنْ عَلَيكَ بالكَيسِ، فإذَا كَلَبَكَ أمْر فَقُلْ: حَسْبِيَ الله ونِعْمَ الوَكِيلُ".

قلت: الكَيْس بفتح الكاف وإسكان الياء، ويطلق على معان: منها الرفق، فمعناه والله أعلم: عليك بالعمل في رفق بحيث تطيق الدوام عليه.

[باب ما يقول إذا استصعب عليه أمر]

روينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهُم لا سَهْلَ إلا ما جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأنتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلًا".

قلت: الحَزْن بفتح الحاء المهملة وإسكان الزاي: وهو غليظ الأرض وخَشِنُها.

ــ

عرفت اسم أبيه وباقي رجاله من رواة مسلم وفي عنعنته بقية لكن من روايته عن شامي. قوله: (عَلَى الْعجزِ) قال العلقمي نقلًا عن ابن رسلان العجز في الأصل عدم القدرة على الشيء فليس للعبد تأثير في القدرة بل القدرة في الحقيقة لله والعجز عند

المتكلمين صفة وجودية قائمة بالعاجز تضاد القدرة والتقابل بينهما تقابل الضدين ومع هذا فالله يلوم على العجز وهو عدم الداعية الحادثة التي يسمى بها مكتسبًا وإن كانت القدرة لله تعالى أهـ. وفي النهاية العجز ترك ما يجب فعله من أمور الدين والدنيا اهـ. قال في كشف المشكل العجز إنما يقع من سوء التدبير وقلة العقل وقال في المفهم العجز التثاقل عن المصالح حتى لا تحصل أو تحصل على غير الوجه المرضي والكيس نقيض ذلك وهو الجد والتشمير في تحصيل المصالح على وجوهها اهـ.

[باب ما يقول إذا استصعب عليه أمر]

أي ما يقوله إذا صعب عليه واشتد أمر وأراد تسهيله وتيسيره قوله: (رَوَينَا في كِتَاب ابنِ السني الخ) وكذا رواه ابن حبان في صحيحه كما في السلاح والحصن وقال الحافظ بعد تخريج الحديث هذا حديث صحيح أخرجه ابن السني وأخرجه ابن حبان. قوله: (إِذَا شِئْتَ) أي إذا أردت تسهيله وفي رواية ابن حبان تجعل الحزن سهلًا إذا شئت. قوله: (الْحزْنَ الخ) ضده السهل من كل شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>